أكرهـ الانتظآر .


: فقط تذكرت أحلامنا الصغيرة أيامنا المثيرة وحكاياتنا القصيرة
تذكرت كم كنا نحلم بعطلة صيفية طويلة على شواطيء قبرص و وضواحي لندن
كم كنا أطفالا لانؤمن بالقدر ولا بقسوته لا بجبروته أو قوته ،
قلوبنا باختصار أصبحت متعبة وأقلامنا كذلك …
هذه [ يومية ] قديمة أردنا مشاركتكم بها…

 


:.
لازلت أنتظر الابتسامة منهن جميعا مع أنني أتوجع
ولازلت أحاول إظهاراها كلما لزم الأمر ،
لم يكن يشغلني حتى الأمس سوى امتحاني الجامعي
وماذا سأفعل بعد نتيجته يا ترى!
كنت دائما ما أذكرهن بالتفاؤل وأنه شيء جميلً ،
متجاهلة تذمرهن الواضح
لا أدرى تماماً حينها أكنت أسليهن أم أضحك على نفسي
ويمر اليوم لا نحن تعلمنا ولا درسنا بجد .

في الصباح وعند الـ (كافتيريا )
أعدد لصديقتي سارة المواهب التي أجيدها والتي اندثرت مع الزمن
وأخبرها بأننا على حافة الانهيار
فلغة الإنجليز تقمصناها وبأدوار نجومية ،
لم نعد نستطيع الكتابة أو التعبير إلا بلغة ركيكة وضعيفة
تضرب برجليها الأرض معلقة آمالها على المستقبل :

فليساعدني نزار قباني إن أراد / سحقا

أبتسم فهذه سارة متقلبة المزاج دائماً ،
وأنتظر منها البسمة لكن لا فائدة فوجهها قد تهجم وللمرة الثانية .
أشفق على نفسي كثيراً عندما أفكر في أحوالهن هؤلاء البنات وتخبطهن في دروب الجامعة
أراقبهن أحيانا بصمت وأكتفي بالابتسام كلما أظهرن انفعالاتهن العاطفية .
أشاهد ساعتي للمرة العاشرة بعد المائة خوفا من هروب الوقت
أنادى على بقية ( الشلة ) ويبدأ مسلسل ( هيا سنتأخر )
مع متابعيه المتذمرين

– مآبكن أتردن التأخر ، إنها سناء أتعرفن ما معنى سناء ؟

في القاعة أحاول الجلوس والشعور بالراحة ، مع أن ظهري قد بدأ بالانقسام
أريد أنا أفهم ما فائدة الكرسي بذراع له شكل طاولة !!
ربما في سنتي الأخيرة سأصور فلم حدباء نوتردام : S
أطلب منديلاً من نوال ابنة معلمتي في الثانوية
فحساسية صدري أوجعتني بصدق
لا أزال أبتسم في وجهها شاكرة
إلا ويأتيني صوتها الصارخ الساخر المميز

– عهود .. what are you doing !
-ها ، sorry miss, I just ..
– just stop talking !!

ترمقني بنظراتها وكأنني حشرة صغيرة ، مع أن طولي قد تعدى الـ 170
أطأطئ رأسي وفي نفسي ألعنها هي ومادتها الغبية ،
فلم اعد أدرى أيهما أشد !
خلال تلك اللحظات الماضية ، ألزم نفسي
وأحدثها بأنه وجب عليك تنفيذ الآتي:

– كل يوم تأكدي من نفسك علك تحولتي إلى حشرة !
– انسي أنك بشر في محاضرتها
– افقدي حواسك الخمس تماما ولا تنسي فتح عينيك كي لا تطردي بحجة النعاس أو النوم .

– ههههههههه ماذا تفعلين !!
ألتفت بسرعة إلى مصدر الصوت
– تباً شيخه ، اعتقدتك سناء !
– miss sana ، المهم لقد خرجت الآن وستعود بعد قليل
انتبهي فأنتي من البداية لم تروقي لها !!

تمنيت أن أستطيع كتم مشاعري نحوها ،
وإبداء الرضا التام عنها وعن ما تفعله بنا نحن البنات
لكنني كنت كل مرة أزيد نار مشاعري حطباً .
أغلق دفتري الصغير وأدخله كي لا تأخذه هو الآخر إلى عالمها المليء بالمظاهر والنفاق
كل هذا وأنا مازلت أنتظر الصوت الجميل الذي يعلن عن انتهاء هذا الحصار.

لدي ثقة كبيرة بأنني سأنتقم منها يوم لا محالة ،
وسأعلمها بأننا خلقنا وكرمنا كبشر نقاه
لن تأتي هي وبحقارتها لتهيننا بعد الله .
كنت أتساءل أي جنون هذا الذي يدور في رأسي وأنا أفكر فيها
هل صدمت بواقعي الضعيف !
أتحسس ظهري يداي وكتفي ، آه كل شيء على ما يرام
على الأقل يبدو ذلك …
بخطى متثاقلة أتت إلي صديقتي وقد بدت مكتئبة حد النحيب

تتوقعين راح ننجح
– أعقلها وتوكل
– ونعم بالله . .

بقيت لأيام أنتظر الفرج ، أنتظرها لتذهب عنا وتريح قلوبنا المحطمة
لكن الأمل كان يقتلني أكثر من أي شيء آخر انتظرته
من يومها وأنا أخزن اسمها في قائمة قلبي السوداء
مع أن أمي دائما ما تنبهني قائلةً :

عندما تنامين على وسادتك المزركشة تأكدي جيداً
أنك قد سامحتي الجميع دون أي ضغينة
فلربما يومك صار قبل يومهم !!

تحدثنا كثيرا بشأن ذلك وأصبت بدوار عنيف ليلتها
كنت أكره أن أكون ملاك ومازلت
لا يحقد ولا يشعر بالشر داخله
بل أحببت الشعور بالضغينة أحيانا ،
بكوني بشراً ناقص الأشياء

أصبحت غريبة وبكل شيء
بدوت كمن فقد عقله بين عظماء
يتخبط وهم بلا هم ينشرون القيم والأخلاق

ألوح بيدي في الشارع ناحية الشمس وأنا أمضى للحافلة ،
علها ترفق بي قليلا
أجعل يدي الأخرى على حقيبتي الجلدية الملتهبة
ظنا مني أنها مازلت متثلجة كما في القاعة تلك .
ويزداد الأمر سوءاً فلا حافلة هنا
ولا جو جميل يشجعني على الانتظار

عندما فرجت أخيراً ، أغلقت باب الحافلة
ابتسمت لي مشاعل ورددتها بأخرى باهتة

– ما بك تبدين متعبة على غير العادة !
– أتعلمين ..
؟
أكره الانتظار

:.

(( سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك ))

 


أضف تعليق